الأحد، 25 سبتمبر 2011

علمـتنى الحيـــاة 2

كنت قد كتبت سابقا موضوع علمتنى الحياه
لكنى اعتذر عنها ان فهمت على انها  دعوة للصمت لكنها كانت حالة قد مررت بها وخلصت الى الصمت وسيلة الخلاص او وسيلة  كحل سلبى لسلبية سابقة فرضتها علينا الحياة الجديدة بمتغيراتها الجديدة وقيمها المشوشة المغايرة لقيم الانسانية 

 عندما تتكاتف الظروف ولا تستطيع الخلاص أن مقاومتك لها تعد انتهاكك لأعرافها الجديدة المشوشة
قارئى العزيز أبلغك  إعتذارى  ... فأنا الآن تعلمت

تعلمت... 

ولدت من ظلام متناهٍ
رأيت النور فساورني الخوف
ومع الوقت تعلمت أن أعيش في النور
عند ذاك رأيت الظلام فساورني الخوف
جاء يوم ودعت فيه أحبائي الى ظلام متناهٍ
فبكيت

تعلمت أن أحيا
وتعلمت أن
الولادة هي اللحظة التي تبدأ فيها الحياة بالانتهاء
وذلك الجزئ هو الفترات المسروقة من الموت

تعرفت على الزمن
ودخلت في سباق معه
وعرفت مع الزمن
أن السباق مع الزمن غير ممكن
بل بالإمكان التعايش معه

عرفت الإنسان
عرفت بعد ذلك أن هناك أناس صالحون وأشرار
وبعد ذلك عرفت أن
في داخل كل إنسان هناك الصالح والشرير

عرفت الحب                 
وبعدها الثقة                       
ثم عرفت أن
الثقة باقية أكثر من الحب
وأن الحب يبنى على أساس راسخ من الثقة

عرفت بشرة الإنسان
ثم عرفت أن هناك روح تحت بشرته
إلا أني بعد ذلك عرفت أن الروح في الحقيقة تقع فوق البشرة

عرفت العالم
وعرفت بعد ذلك طرق إنارة العالم
ثم عرفت أنه من أجل أن تنير العالم لا بد من أن تبدأ بإنارة ما حولك

عرفت الخبز
ثم عرفت مدى أهمية
إنتاج الخبز بغزارة من أجل السلام
وأن تقاسم الخبز بالحق لا يقل أهمية عن غزارة إنتاجه

عرفت القراءة
بعدها علمت نفسي الكتابة
وبعد مدة .. علمتني الكتابة من أكون أنا

عرفت أن أمضي
بعدها أن لا أقاوم العودة ... فأعود
بعد كل هذا أن أمضي بالرغم مني

تعلمت من نعومة أظافري أن أتحدى الدنيا بمفردي
ثم إقتنعت أن علي أن أسير مع الجمع
بعد ذلك توصلت الى أن السير الأصيل لابد وأن يكون ضد الجمع

تعلمت التفكير
بعدها تعلمت التفكير داخل قوالب
بعدها تعلمت أن التفكير الصحيح هو التفكير من خلال تحطيم القوالب

تعلمت في البيت أهمية الشرف
ثم تعلمت أن
ليس من الشرف أن نتوقع الشرف من معدم
وأن الشرف الحقيقي هو عدم المساس بالحرام بالرغم من أن الحرام قابع تحت يدك.

في يوم تعرفت على الحقيقة
ثم عرفت بعدها أن
الحقيقة مرة
إلا أن المرارة "في حدودها" كما تمنح للطعام لذة
كذلك تعطي لذة للحياة

وتعلمت أن كل نفس ذائقة الموت إلا أن الحياة لا تتذوقها إلا البعض من الأنفس

لم أحب أصحابي لا بقلبي ولا بعقلي
فمن الممكن
أن يَسكن القلب...
وأن ينسى العقل...
أحببت أصحابي بروحي
فهي لا تسكن...ولا تنسى

"   جلال الدين الرومي    "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق