الجمعة، 7 أكتوبر 2011

تجليــــات صبـــاحيــة

      تجليــــات صبـــاحيــة
         
    الحـســــد

 كم أنـى تـعرضت للحــسد كثيـرا  
وحدثت لى مـواقف عـدة على إثـره وكـم من ســيدة عـنـدما ترانى وأنا طفـلة كنت أعـود المنزل ودرجة حرارتى قد ارتــفعت جدا

كم منا يـعدد أو يـتذكر المـرات التى تعرض للحسد فيها  ؟،

 هل تعرف من يحسـدونك بعينـهم ؟

هـل تخـشى الحســد ؟
هل تـأخذ حذرك منه ؟ 
ما طرقك الدفاعية نحوه ؟ ، 
هل أنت مؤمن بوجود الحسد أصلا ؟

نعم الحسـد  أقـره الله فى كتـابه العـزيز فى أكثـر من موضع فى القـرآن
فماذا أعـددت للحسـد لمقاومتـه ؟

    فإركـب معى فى سفينــة الإبـحار فى فيـض أنــوار الآيـات المحكمات للتفكر فى آيـات الرحمـن مع التـجليات الصباحيـه


عندما كانت تحسدنى هذه السيـدات كانـت تـأخذنى أمـى وترقينى

تـقرأ لى آيـات القـرآن الكـريم   وبالطبـع كما نـعلم لا يـخلو فى كل مرة من قـراءة المعوذات ، نعم إنى احفظها عن ظهــر قـــلب وصوت أمى فى أذنى الآن وهى تـقرأ لى

بسم الله الرحمن الرحيم
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّـثَـتِ فِى الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ".

صـدق الله العظيـم     

تلك الصورة التى لا تخلو بيت من تابلوه معلق بها ولا مكتب وحقيبة فتاة أو سـيدة ولا يوجد أحداً لا يحفظها

فكنت أسمعها وهى تقول :

" يا بنتـى إتحسدتى"
أجـد الكلمة تنزل على مسـامـعى وأنـا صغيرة بها كل علامـات الحـيرة والإستـغراب نعم أكـاد أفهم معناها
 أعرف فقط إنها للحسد وأنها من القرآن
ولكنى فى نفس الوقت لم أفهمها حقا ،

نعم لا أدركها  جيدا ربما لأنى مازلت صغيرة ربما ذلك،
 علمتنى أمى قراءتها دائـما ، كنت دائمـة التكرار لها ولازلت اقرأها

ولكنى الآن  عندما أصل لقوله تعالى :

            " وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"
الآن أصبحت أركز أكثر من الأول وإدراكى كبر  بطبيعة الحال  إستوقفـتنى الآية " وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"  الله تعالى يقول  إذا حسد


     كيف يا أمى إنك دائماً ترقينى بها وأنا كنت دائما محسودة والآية  تقول إذا حسـد نعم
والنساء اللواتى حسدوننى هل كلهم حسدونى أم  ...

لماذا شرطها بإذا حسد ليـس كل حـاسد يـحسد فكيـف يا ربـى أُفكر فى حيرتى هذه

الله تعالى فضل بعضنا على بعض
قال تعالى :
" وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ " المائدة :{56}   
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ "  الزخرف :{32}"
فالكل فى درجات مختلفة
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود "
 
نعم  ،  وهل منا أحداً ليس لديه نعم يتميز بها عن الآخر مهما كان الفقير لديه نعمة السعادة وراحة البال 
وفى الأغلب أبناؤه يكونوا أذكياء فى الحياة بعد ويحققـون الدرجات العلى
 
وتجد الغنى قد يبيت الليل وهو قلـق وهو مفتوح العينين خوفا على ارصدته فى البورصة او من شريك طامع  ... إلخ
  
والفتاة الجميلة الحسناء تحسدها وتغار منها زميلتها الأقل جمالا فى الشكل ولا تنظر لنفسها ولجمالها الذى وبالتأكيد لديها وقد لا يوجد فى الأخرى الجميلة  .... وهكذا
نعم كلنا محسودون
إذن فكلنا حاسدين  ،
 نحسد أنفسنا وبعض كل منا الآخر فى هذا الكون الفسيح
الكفار يحسدون المؤمنين
قال تعالى :
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ  فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ  إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة : {109}
ما هذا الشـر الكـامن فى أغوار النفس البشرية القابع بها خفيـة ؟
 وعن ماذا ينذر ؟      
هل كلنا حاسدون حقا ؟
 وهل كلنا بنفس الدرجات فى الحسد ؟

وما الذى يتحكم فى ذلك ؟ 
قول صلى الله عليه وسلم
عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ؛ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ ُ"  بِالْبَرَكَةِ  "  لَه فَلْيَدْعُ
 ويقول الشاعر:
ترميك مزلقة العيون بطرفها *** وتكل عنك نصال نبل الرامي
 
أتذكرون قصة قابيل وهابيل عندما
كان قابيل كان يـريد زوجة أخيــه هابيـل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل.

قال تعالى في سورة (المائدة):
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ
(28) (المائدة)
وعندها حدثت أول جريمة فى التاريخ عندما قتل قابيل أخيه هابيل
وكذلك سيدنا يعقوب أمر بنيه بدخول مصر من أبواب متفرقة
     إنهم كانوا رجالا لهم جمال وهيأة ، فخاف عليهم العين إذا دخلوا جماعة من طريق واحد ، وهم ولد رجل واحد ، فأمرهم أن يفترقوا في الدخول إليها ربما خوفا عليهم  من الحسد .
قال تعالى :
: ( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون
وكذلك عندما أمر إبنه يوسف عندما رأى فى المنام أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين
 
قال تعالى  :
قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين "  
نعم فما تلك العبارة العجيبة الحسد وماذا تعنى ؟
ماذلك المارد المختبىء فى النفس البشرية هل هو من مكوناتها ؟
لا أعلم  
ما هذا الشعاع المندفع من عين الحاسد لينفذ بفريسته
وهل الحسد طبيعة بشرية فقط أم أن باقى المخلوقات ممكن أن تحسد
 
يا لها من حيرة قد أصابتنى بعد إصابتى بالحسد المستمرة حتى الآن
ولكن الله عز وجل أيـضا شرطها " بــإذا  حــسد  "
يا ربى اكشف لى عن ضـلالتى وعرفنـى مالم أكن  أعرف
 ما حكمتك الإلهية فــإذا حـسد ؟
وبما اننا حاسدون ومحسودون ...
   يــالـه من بعد أكاد لا أصـل لأبعاده ،
وضوء ينبثق أمامى لا أعرف مداه وما مقداره لكنـه من فيـض الرحمـن انها مجرد  تجليــــات صبـــاحيــة
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق